وقال السدي: (﴿لَهَا مَا كَسَبَتْ﴾، يقول: ما عملت من خير، ﴿وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾، يقول: وعليها ما عملت من شر).
وقوله: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾.
قال ابن زيد: (إن نسينا شيئًا مما افترضته علينا، أو أخطأنا، فأصبنا شيئًا مما حرمته علينا).
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة: [قال الله: نعم]. ولحديث ابن عياس: [قال الله: قد فعلت] (١).
وقوله: ﴿رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا﴾.
قال قتادة: (لا تحمل علينا عهدًا وميثاقًا، كما حملته على الذين من قبلنا، يقول: كما غُلِّظَ على من قبلنا). وقال مجاهد: (إصرًا: عهدًا). وقال الربيع: (الإصر: العهد. ﴿وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي﴾. قال: عهدي). وقال الضحاك: ﴿إِصْرًا﴾: المواثيق).
وقال ابن جُريج: (عهدًا لا نطيقه ولا نسمتطيع القيام به، ﴿كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا﴾، اليهود والنصارى فلم يقوموا به، فأهلكتهم). وقال عطاء: (لا تمسخنا قردة وخنازير).
وقال ابن زيد: (لا تحمل علينا ذنبًا ليس فيه توبة ولا كفارة).
وقوله: ﴿رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ﴾.
قال الضحاك: (لا تحملنا من الأعمال ما لانطيق).
وقال ابن زيد: (لا تفترض علينا من الدين ما لا طاقة لنا به فنعجز عنه).
والمعنى: لا تكلفنا من ألأعمال ما لا نطيق القيام به، ولا من العهود التي لا طاقة لنا بالوفاء بها.
وقوله: ﴿وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا﴾.
قال ابن زيد: (اعف عنا إن قصرنا عن شيء من أمرك مما أمرتنا به). قال: ﴿وَاغْفِرْ لَنَا﴾ إن انتهكنا شيئًا مما نهيتنا عنه).

(١) حديث صحيح. رواه مسلم (١٢٥)، كتاب الإيمان، ورواه أحمد (٢/ ٤١٢)، وقد مضى بتمامه.


الصفحة التالية
Icon