صوافَّ تحاجان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة] (١).
الغيايتان: ما يكون أدون منهما بالكثافة وأقرب إلى رأس صاحبهما، فالغياية ما أظلك من فوقك. وقوله: "صَواف" أي مصطفة متضامنة. والبطلة: السحرة. أي لا تستطيع التأثير على صاحبها. وقيل: لا تستطيع حفظها.
الحديث الرابع: يروي الترمذي والنسائي والحاكم بسند صحيح عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: [إن الله تعالى كتب كتابًا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، وهو عند العرش، وإنه أنزل منه آيتين، ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان] (٢).
وأصل معناه في الصحيحين عن أبي مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: [الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاه] (٣).
الحديث الخامس: أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن ابن عباس قال: [بينما جبريل عليه السلام قاعد عند النبي -صلى الله عليه وسلم- سمع نقيضًا من فوقه، فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا ملكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلَّم، فقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته] (٤).
الحديث السادس: أخرج النسائي والترمذي واللفظ له عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: [بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثًا وهم ذوو عدد، فاستقرأهم فاستقرأ كل واحد منهم ما معه من القرآن، فأتى على رجل من أحدثهم سنًا فقال: ما معك يا فلان؟ فقال معي كذا وكذا وسورة البقرة، فقال: أمعك سورة البقرة؟ قال: نعم. قال: اذهب فأنت أميرهم. فقال رجل من أشرافهم: والله ما منعني أن أتعلم سورة البقرة إلا أني خشيت أن لا أقوم بها. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تعلموا القرآن واقرؤوه، فإن مثل القرآن لمن تعلمه
(٢) حديث صحيح. أخرجه الترمذي (٢٨٨٢)، والنسائي في "الكبرى" (١٠٨٠٢)، وله شواهد.
(٣) حديث صحيح. انظر صحيح البخاري (٥٠٠٩)، وصحيح مسلم (٨٠٧)، ومسند أحمد (٤/ ١٢١).
(٤) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٨٠٦)، وأخرجه النسائي (٢/ ١٣٨)، وأخرجه ابن حبان (٧٧٨)، والحاكم (١/ ٥٥٨)، وهو نصٌّ أيضًا في فضل سورة الفاتحة.