وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود، وعن بعض التابعين كعامر الشَّعبي وسفيان الثوري رحمهم الله جميعًا.
وقال آخرون: هي قسم. وقال غيرهم: هي حروف من أسماء الله. وروي ذلك عن ابن مسعود -وناس من الصحابة- قال: (أما ألم فهي حروف استفتحت من حروف هجاء أسماء الله تعالى).
قال ابن جرير: (ولا مانع من دلالة الحرف منها على اسم من أسماء الله، وعلى صفة من صفاته، وعلى مدة، كما ذكر أبو العالية).
قلت: والذي يظهر من استقراء مواقع هذه الحروف في أوائل بعض السور، أن كل سورة افتتحت بها لا بد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان عظمته وإعجازه، فكأن المراد أن يقال:
أيها العرب! إن هذا القرآن هو من جنس هذه الأحرف فأتوا بمثله وعارضوه بنحوه وأنتم أهل البيان والفصاحة! فهو تحد من الله لهم وإعجاز يدلهم أنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل.
ففي تسع وعشرين سورة تقرأ هذا الانتصار للكتاب بعد استقبال السورة بهذه الحروف:
١ - سورة البقرة: ﴿الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾.
٢ - سورة آل عمران: ﴿الم (١) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (٢) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ﴾.
٣ - سورة الأعراف ﴿المص (١) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ... ﴾.
٤ - سورة يونس: ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ﴾.
٥ - سورة هود: ﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾.
٦ - سورة يوسف: ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (١) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾.
٧ - سورة الرعد: ﴿المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ...﴾.
٨ - سورة إبراهيم: ﴿الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ...﴾.
٩ - سورة الحجر: ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (١)﴾.
١٠ - سورة مريم: ﴿كهيعص (١) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (٢)... يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾.


الصفحة التالية
Icon