بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (١٩) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (٢٠)}.
في هذه الآيات: شهد الله سبحانه أنه المتفرد بالإلهية، الغني عما سواه، وأن جميع الخلق عبيد محتاجون لرحمته. وأن الدين عنده هو الإسلام، ومن ابتغى غيره فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.
قال السدي: (﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ﴾ إلى ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾، قال: الله يشهد هو والملائكة والعلماء من الناس: أنَّ الدين عند الله الإسلام).
وقوله: ﴿وَأُولُو الْعِلْمِ﴾. خصوصية عظيمة للعلماء في هذا المقام، وبيان لفضل أهل العلم، ومكانة العلم والعلماء.
وقوله: ﴿قَائِمًا بِالْقِسْطِ﴾ في محل نصب على الحال، قال مجاهد: ﴿بِالْقِسْطِ﴾: بالعدل). والمقصود أنه سبحانه هو الذي يلي العدل بين خلقه.
وقوله: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ تأكيد لما سبق من تفرده سبحانه بالألوهية وكمال التعظيم، وهو العزيز في كبريائه وعظمته، فلا يرام جَنابُه، وهو الحكيم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره.
وقوله: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾. إخبار منه سبحانه أنه لا يقبل من أحد إلا الإسلام، كما قال جل ذكره: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.
قال قتادة: (﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾، والإسلام: شهادة أن لا إله إلا الله، والإقرار بما جاء به من عند الله، وهو دين الله الذي شرع لنفسه، وبعث به رسله، ودلّ عليه أولياءه، لا يقبل غيره، ولا يجزي إلا به).
وقال أبو العالية: (الإسلام: الإخلاص لله وحده، وعبادته لا شريك له، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وسائر الفرائض لهذا تَبَعٌ).