قال مجاهد: (الناس الأحياء من النُّطف والنُّطف ميتة، ويخرجها من الناس الأحياء، والأنعام).
وهناك تفاسير أخرى تصب في المعنى:
١ - قال عكرمة: (النخلة من النواة والنواة من النخلة، والحبة من السنبلة والسنبلة من الحبة). وقال: (هي البيضة تخرج من الحي وهي ميتة، ثم يخرج منها الحي).
٢ - قال الحسن: (﴿وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ﴾، يعني المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن، والمؤمن عبد حيُّ الفؤاد، والكافر عبدٌ ميتُ الفؤاد).
٣ - قال ابن زيد: (النطفة ميتة، فتخرج منها أحياء. قال: تخرج النطفة من هؤلاء الأحياء، والحبُّ ميتٌ تخرج منه حبًّا. قال: تخرج من هذا الحيّ حبًا ميتًا).
وخلاصة المعنى: تخرج الحياة من النطفة الميتة، وتخرج الزرع من الحب، والحب من الزرع، والنخلة من النواة، والنواة من النخلة، والمؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن، والدجاجة من البيضة، والبيضة من الدجاجة، وما جرى هذا المجرى من جميع الكائنات والأشياء.
وقوله: ﴿وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾. أي: تغدق المال والخير على من تشاء مما لا قدرة على إحصائه، وتقتّر على آخرين كيف شئت، فلك الحكمة الكاملة في القبض والبسط.
أخرج الإمام أحمد عن أنس، عن النبي - ﷺ - قال: [إن الله تعالى هو الخالق، القابضُ، الباسطُ، الرازق، المُسَعِّرُ، وإني لأرجو أن ألقى الله ولا يطلبني أحدٌ بمظلمة ظلمتها إياه في دمٍ ولا مال] (١).
٢٨. قوله تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ