المبايعة والمعاقدة عن قومهم للنبي - ﷺ - على السمع والطاعة. منهم عشرة من الخزرج واثنان من الأوس.
أخرج البخاري في صحيحه عن عبادة بن الصامت - أحد النقباء - أن رسول الله - ﷺ - قال: [تعالوا بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروف، فمن وفّى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة، ومن أصاب من ذلك شيئًا فستره الله، فأمره إلى الله، إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه. قال: فبايعته - وفي رواية: فبايعناه على ذلك] (١).
وكذلك فإن الخلفاء في هذه الأمة الذين هم على منهاج النبوة عددهم اثنا عشر خليفة. ففي الصحيحين والمسند عن جابر بن سَمُرة قال: سمعت النبي - ﷺ - يقول: [لا يزال أمر الناس ماضيًا ما وليَهم اثنا عشر رجلًا. ثم تكلم النبي - ﷺ - بكلمة خَفِيَتْ عليّ، فسألت أبي: ماذا قال النبي - ﷺ -؟ قال: كلهم من قريش] (٢).
وقد مضى منهم الخلفاء الراشدون الأربعة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، رضي الله عنهم. وكذلك عمر بن عبد العزيز، وقيل عبد الله بن الزبير أيضًا. ويبدو أن البقية الستة يكونون مع عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة مرّة أخرى كما في حديث حذيفة:
فقد أخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن النعمان بن بشير قال: [كنا قعودًا في المسجد، وكان بشير رجلًا يكف حديثه، فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال: يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول الله - ﷺ - في الأمراء؟ فقال حذيفة: أنا أحفض خطبته، فجلس أبو ثعلبة، فقال حذيفة يرفعه إلى النبي - ﷺ -: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبريًا فتكون ما شاء الله أن
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري في الصحيح -حديث رقم- (٧٢٢٢)، - ومسلم (١٨٢١) ح (٦)، واللفظ له، ورواه أحمد في المسند (٥/ ٨٦)، وأخرجه أبو داود (٤٢٧٩)، والترمذي (٢٢٢٣)، والبيهقي في "الدلائل" (٦/ ٥١٩)، وغيرهم.