وقوله: ﴿فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
تأكيد لنبوة محمد - ﷺ - وإرساله إلى الأمم كافة، والله لا يعجزه مجازاة من أطاع، ولا معاقبة من كذب وتولى، فهو القادر على كل شيء، والفعال لما يريد.
٢٠ - ٢٦. قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَال مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالمِينَ (٢٠) يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (٢١) قَالوا يَامُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (٢٢) قَال رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٣) قَالوا يَامُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (٢٤) قَال رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (٢٥) قَال فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (٢٦)﴾.
في هذه الآيات: إِخْبَارٌ من الله عن تذكير موسى عليه السلام قومه نعم الله المتراكمة عليهم في تتابع الأنبياء فيهم، وجمع الله أسباب الدنيا وخيرها عليهم، وجعلهم أشراف الناس في زمانهم. ثم تحريض موسى عليه السلام لبني إسرائيل على الجهاد والدخول في بيت المقدس، الذي كان بأيديهم زمان أبيهم يعقوب عليه السلام، وبشرهم بالنصر والظفر فنكلوا وعصوا، وتخوفوا قومًا جبارين فيها، حتى حرَّضهم رجلان ممن يخاف أمر الله وحلول عقابه ولهم في مهابة، بأنكم إن توكَّلْتُم على الله وواجهتم عدوكم ينصركم سبحانه، فنكلوا بأشبع وجه وقالوا لموسى: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾، فهنالك دعا موسى ربه أن يقضي بينه وبينهم وقال لا أملك إلا نفسي وأخي، فحكم الله عليهم بتحريم دخولها مدة أربعين سنة يقعون في التيه ولا يهتدون للخروج منه. وتفصيل ذلك: