فبسط يده إلي ليقتلني؟ ! قال: كن كابن آدم] (١). ورواه أبو داود من طريقه عن يزيد بن خالد الرملي عن المفَضَّل عن عيّاش بن عباس عن بُكير عن بُسر. وقال فيه: [وتلا يزيد: ﴿لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالمِينَ﴾].
الفائدة الثالثة: لزوم الصبر عند اختلاط الأمور، وبيت الرجل خير له من مشاهدة الفتن، والتماس التقوى والعمل الصالح للنجاة.
أخرج أبو داود وابن ماجة عن أبي ذر قال: قال لي رسول الله - ﷺ -: أيا أبا ذر! قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك. قال: كيف أنت إذا أصاب الناسَ موتٌ يكون البيت فيه بالوصيف - وفي لفظ: بالعَبْدِ: يعني القبر -؟ قلت: الله ورسوله أعلم، أو قال: ما خار الله لي ورسوله، قال: عليك بالصَّبْر. أو قال: تَصْبر. ثم قال لي: يا أبا ذر! قلت: لبيك وسعديك، قال: كيف أنت إذا رأيت أحْجار الزيت (٢)، قد غرقت بالدم؟ قلت: ما خار الله لي ورسوله، قال: عليك بمن أنت منه. قلت: يا رسول الله أفلا آخذ سيفي وأضعه على عاتقي؟ قال: شاركت القومَ إذنْ. قلت: فما تأمرني؟ قال: تَلْزمُ بيتك. قلت: فإن دُخِلَ على بيتي؟ قال: فإن خشيت أن يَبْهَرَكَ شعاعُ السيف، فألقِ ثوبك على وجهك، يبوءُ بإثمك وإثمه] (٣).
وأخرج أبو داود بسند صحيح عن أبي موسى قال: قال رسول الله - ﷺ -: [إن بين أيديكم فِتنًا كقطع الليل المظلم، يُصبح الرجل فيها مؤمنًا، ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا، ويصبح كافرًا، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي. قالوا: فما تأمرنا؟ قال: كونوا أحلاس بيوتكم] (٤).
وفيه من حديث المقداد بن الأسود قال: ايم الله! لقد سمعت رسول الله - ﷺ - يقول:
(٢) موضع في الحرة - خارج المدينة المنورة -، أحجاره فيها لمعان.
(٣) حديث صحيح. أخرجه أبو داود (٤٢٦١) - الباب السابق. انظر صحيح أبي داود (٣٥٨٣)، وصحيح ابن ماجة (٣١٩٧)، باب التثبت في الفتنة. والوصيف: القبر. والمعنى: يكون العبد قيمة للقبر بسبب كثرة الأموات، أو يباع البيت بالعبد لقلة من يسكنه من كثرة الموت.
(٤) حديث صحيح. أخرجه أبو داود في السنن (٤٢٦٢)، وانظر صحيح أبي داود - حديث (٣٥٨٤).