والوفاء بالميثاق وصموا عنه ثم تاب الله عليهم ثم عادوا إلى التكذيب والخيانة والله يرى أعمالهم وسيجازيهم بها.
وقولُه جل ذكره: ﴿كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ﴾.
قال ابن جرير: (كلما جاءهم رسول لنا بما لا تشتهيه نفوسهم ولا يوافق مَحَبَّتَهم، كذّبوا منهم فريقًا. ، ويقتلون منهم فريقًا، نقضًا لميثاقنا الذي أخذناه عليهم، وجرأة علينا وعلى خلاف أمرنا).
وقوله: ﴿وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾. قال ابن عباس: (الشرك). وقال قتادة: (حسب القوم أن لا يكون بلاء). وقال السدي: (حسبوا أن لا يبتلوا).
وقوله: ﴿فَعَمُوا وَصَمُّوا﴾.
قال قتادة: (كلما عرض بلاء ابتلوا به، هلكوا فيه).
وقال السدي: (حسبوا أن لا يبتلوا، فعموا عن الحق وصموا). وهم كما قال مجاهد: (اليهود).
وقال ابن جريج، عن عبد الله بن كثير قال: (هذه الآية لبني إسرائيل. قال: والفتنة: البلاء والتمحيص).
والمقصود أنهم عموا عن الحق وصموا، فلا يبصرون الحق ولا يصغون له ولا يهتدون إليه.
وقوله: ﴿ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾ أي: مما كانوا فيه من العمى والصمم. ﴿ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا﴾ مرة أخرى وعادوا للانتكاس. ﴿كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾ أي: يبصر أعمالهم ويحصيها عليهم ليجازيهم بها يوم يلقونه.
٧٢ - ٧٥. قوله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَال الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (٧٢) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ