٢ - أي لا تعتدوا فتحلوا حرامًا، ولا تشدّدوا فتحرموا حلالًا. ذكره الحسن البصري، واختاره القرطبي.
٣ - لا تبالغوا في التضييق على أنفسكم في تحريم المباحات عليكم - قاله بعض السلف. ٤ - أي: كما لا تُحرموا الحلال فلا تعتدوا في تناول الحلال، بل خذوا منه بقَدْر كفايتكم وحاجتكم، ولا تجاوزوا الحدَّ فيه، كما قال تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا﴾ [الأعراف: ٣١]. وكقوله سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾ [الفرقان: ٦٧]. ذكره الحافظ ابن كثير وقال: (فشَرْعُ الله عدلٌ بين الغالي فيه والجافي عنه، لا إفراط ولا تفريط).
وقوله: ﴿وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا﴾.
قال عكرمة: (يعني: ما أحل الله لهم من الطعام).
وقوله: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ﴾.
أي: خافوا الله معشر المؤمنين من الاعتداء بتحليل الحرام أو تحريم الحلال أو التنطع في الدين، فإن هذا الدين متين، ولن يشاده أحد إلا غلبه، فخافوا الله واتقوه حق تقاته.
٨٩. قوله تعالى: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٨٩)﴾.
في الآية: تَمْييزٌ بين لغو اليمين، واليمين المنعقدة. فالأولى لا حرج فيها، والثانية في مخالفتها الكفارة: إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام. ثم تَنْبِيهٌ من الله سبحانه عباده أن يحفظوا أيمانهم ولا يستخدموها في كل أمر، تعظيمًا لأسماء الله تعالى وصفاته.