وقال الحسن: (كان حرّم عليهم أشياء، فجاءهم عيسى ليحل لهم الذي حرّم عليهم، يبتغي بذلك شُكْرهم).
ولا شك أن الآية تدل عند أهل العلم على نسخ بعض أحكام التوراة أيام عيسى عليه السلام.
وقوله: ﴿وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾. قال مجاهد: (ما بيّن لهم عيسى من الأشياء كلها، وما أعطاه ربه).
وقوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (٥٠) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾. يعني: التمسوا تقوى الله سبحانه، فأنا وأنتم مشتركون في عبادة الله ومأمورون بتوحيده وتعظيمه وحده لا شريك له، فهذا صراط النجاة في الدنيا والآخرة.
٥٢ - ٥٤. قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَال مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَال الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٥٢) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (٥٣) وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (٥٤)﴾.
في هذه الآيات: لما وجد عيسى عليه السلام من بني إسرائيل محاولات التكذيب والصد والجحود، نادى: من أعواني على المكذبين بحجة الله، ومن ينصرني ويعاونني على الدعوة إلى الله؟ فأجابه الحواريون، ومكر الملأ الطغاة الماكرون.
قال مجاهد: (﴿قَال مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ﴾: أي من يَتْبَعُني إلى الله). فأجابه الحواريون - وهم الأنصار لكل نبي - نحن أنصار الله وحملة لواء دينه بايعنا على ذلك. قال الضحاك: (الحواريون: أصفياء الأنبياء).
وقد جاءت السنة الصحيحة بهذا المعنى في أحاديث:
الحديث الأول: أخرج ابن ماجة بسند صحيح عن جابر بن عبد الله، قال: [كان رسول الله - ﷺ - يعرض نفسه على الناس في الموسم. فيقول: ألا رجلٌ يحملني إلى