تعالى: ﴿تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا﴾ أي: تدعو إلى الله الناس في صِغَرِكَ وكِبَرِكَ. وضُمِّنَ ﴿تُكَلِّمُ﴾ تدعو، لأن كلامه الناس في كهولته ليس بأمر عجيب).
وقوله: ﴿وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾.
أي: الخط والفهم.
قال ابن جرير: ﴿وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ﴾ وهو الخط، ﴿وَالْحِكْمَةَ﴾، وهي الفهم بمعاني الكتاب الذي أنزلته إليك، وهو الإنجيل).
وقوله: ﴿وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ﴾.
أي: الكتاب الذي أنزل على موسى، والكتاب الذي أنزل عليك.
وقوله: ﴿وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي﴾.
أي: تجعل من الطير على هيئة الطائر بإذني لك في ذلك التشكيل والتصوير.
وقوله: ﴿فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي﴾.
أي: ثم تنفخ في ما شكَّلت من تلك الصورة فإذا بها طائر له روح، يتحرك ويطير بإذن الله أحسن الخالقين.
وقوله: ﴿وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي﴾.
أي: وتشفي ﴿الْأَكْمَهَ﴾ وهو الأعمى الذي لا يبصر، كما تعالج الأبرص فيشفى بإذن الله تعالى.
وقوله: ﴿وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي﴾.
قال ابن كثير: (أي: تدعوهم فيقومون من قبورهم بإذن الله وقدرته، وإرادته ومشيئته.
وقوله. ﴿وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَال الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾.
قال القرطبي: (﴿كَفَفْتُ﴾ معناه دفعت وصرفت ﴿بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْ﴾ حيث هموا بقتلك ﴿إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ﴾ أي: الدلالات والمعجزات، وهي المذكورة في الآية.


الصفحة التالية
Icon