قال ابن القيم: (فإنه إذا اطمأن إلى حكمه الديني علم إنه دينه الحق وهو صراطه المستقيم. وهو ناصره وناصر أهاه وكافيهم ووليهم).
وقوله: ﴿وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا﴾.
أي: بأنك رسول الله. قال ابن كثير: (أي: ونزداد إيمانًا بك وعلمًا برسالتك).
وقوله ﴿وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (١١٣)﴾.
أي: لله بالوحدانية، ولك بالرسالة والنبوة، فنثبت بذلك على الإيمان بعد رؤية ومعاينة هذه الآية العظيمة.
وقوله: ﴿قَال عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا﴾.
فيه أقوال متقاربة متكاملة:
١ - قال السدي: (أي: نتخذ ذلك اليوم الذي نزلت فيه عيدًا نعظمه نحن ومَنْ بعدنا).
٢ - قال سفيان الثوري: (يعني يومًا نصلي فيه).
٣ - قال قتادة: (أرادوا أن يكون لعقبهم من بعدهم).
٤ - وعن سليمان الفارسي: (عِظةً لنا ولمن بعدنا). وقيل: (كافية لأولنا وآخرنا)، ذكره ابن كثير.
وقوله: ﴿وَآيَةً مِنْكَ﴾.
يعني: دليلًا على قدرتك، وإجابتك الدعاء، وحجة لنا لمتابعة الطريق في الإيمان والدعوة والجهاد.
وقوله: ﴿وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾.
أي: نسألك رزقًا من عندك، فأنت خير من أعطى وكفى، ورزق وبارك وعافى.
وقوله تعالى: ﴿قَال اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالمِينَ﴾.
أي: استجاب الله ذلك الدعاء، وتوعّد من كذب بها بعد ذلك أشدَّ العذاب.
قال القرطبي: (هذا وعد من الله تعالى أجاب به سؤال عيسى كما كان سؤال عيسى