بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١ - ٩. قوله تعالى: ﴿المص (١) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (٢) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (٣) وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (٤) فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (٥) فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (٦) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (٧) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٨) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (٩)﴾.
في هذه الآيات: هذا القرآن من جنس هذه الأحرف المقطعة التي تتخاطبون فيها، وهو كتاب عظيم أنزل إليك من ربك - يا محمد - فلا تشك أنه من عند ربك وامض فيما كلفك الله من النذارة وحمل أعباء النبوة، وَذَكِّر المؤمنين. ثم حَذِّر قومك الذين أشركوا فادعهم إلى الإيمان بما آمن به المؤمنون من الوحي الذي أنزل إليهم من ربهم، وأخبرهم عن سوء عاقبة اتباع أوليائهم ممن يضلونهم ويأمرونهم بالشرك بالله وقليلًا ما يَتَّعِظون. إنه كم من قرية عتت عن أمر ربها فجاءها العذاب ليلًا قبل أن يصبح القوم أو نهارًا في وقت قائلتهم. فما كان حينئذ منهم إلا أن اعترفوا أنهم كانوا ظالمين. فلنسألن الأمم الذين مضت فيهم الرسل ماذا أجبتم المرسلين، ولنسألن الرسل عن البلاغ المبين؟ فلنقصن على الرسل وأقوامهم بما كانوا عاملين، فقد أحصينا عليهم أعمالهم وما كانوا يفعلون. والوزن يوم الحساب العدل، فمن ثقلت أعماله على الميزان فأولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فطاشت الحسنات وثقلت السيئات فأولئك هم الخاسرون.


الصفحة التالية
Icon