لا يشكرون، بل بعضهم يجحدون ويكفرون، أو يتطاولون ويشركون.
أخرج البخاري في صحيحه عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي - ﷺ - قال: [ليس أحدٌ - أو ليسَ شيءٌ - أصبرَ على أذىً سمعه من الله، إنهم ليدْعون له ولدًا، وإنه ليُعافيهم وَيَرْزُقهم] (١).
وقوله: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ﴾
قال الضحاك: (أي: خلقنا آدم ثم صورنا الذرية). وقال ابن عباس: (خُلِقوا في أصلاب الرجال، وصوِّروا في أرحام النساء).
وقال: (﴿خَلَقْنَاكُمْ﴾، يعني آدم، وأما ﴿صَوَّرْنَاكُمْ﴾، فذريته).
قال ابن جرير: (﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ﴾، ولقد خلقنا آدم، ﴿ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ﴾، بتصويرنا آدم).
وهذا تفسير قوي مناسب للسياق، فالمراد آدم، وقيل ذلك بالجمع لأنه أبو البشر، فالكلام عليه ينسحب على كل ذريته من بعده.
وقوله: ﴿ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ﴾
أي: فلما صورنا آدم، فكان خلقًا متكاملًا، ونفخنا فيه الروح، قلنا للملائكة اسجدوا لهذا المخلوق السوي تكريمًا له واختبارًا لهم بالأمر، فسجدوا طائعين، إلا إبليس كان من العاصين، ولم يكن من الملائكة بل من الجن، وإنما أُلْحِق بهم تغليبًا.
وقوله تعالى: ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾.
قال ابن عباس: (فسجدوا كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر، لما كان حدّث نفسه، من كبره واغتراره، فقال: لا أسجد له، وأنا خير منه، وأكبر سنًّا، وأقوى خلقًا، خلقتني من نار وخلقته من طين! يقول: إن النار أقوى من الطين) - ذكره ابن جرير.
وقال الحسن: (قاس إبليس، وهو أول من قاس).
وفي صحيح مسلم عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - ﷺ -: [خُلقت