٢ - وقال معبد الجهني: (﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى﴾، الذي ذكر الله في القرآن، هو الحياء).
٣ - وقال ابن عباس: (﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى﴾: العمل الصالح). أو قال: (السمت الحسن في الوجه).
٤ - وقال عروة بن الزبير: (﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى﴾: خشية الله).
٥ - وقال ابن زيد: (يتقي الله، فيواري عورته، ذلك ﴿لِبَاسُ التَّقْوَى﴾).
قلت: وكلها أقوال متكاملة في معناها تزيد في توضيح آفاق الآية، فالإيمان والحياء وحسن السمت واللباس الساتر وخشية الله والعمل الصالح كل ذلك من لباس التقوى.
وقوله: ﴿ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾.
أي: كل ما سبق ذكره من اللباس والرياش وخير اللباس - لبالس التقوى - من حجج الله على من كفر بالله، عله يعتبر وينيب إلى الحق ويترك ما هو عليه من الضلال.
وقوله: ﴿يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا﴾.
تحذير من الله عباده أن يفتنهم الشيطان كما فتن أبويهم آدم وحواء حتى جردهم من لباس الله ونزعه عنهما بغوايته لتظهر عوراتهما، وهذا من أخطر السبل التي يحاول بها الشيطان وأعوانه إضلال بني آدم، وما التعري وكشف العورات وأفلام الرذيلة وفشو الزنا بكل ألوان الشذوذ والإباحية اليوم في أرجاء الأرض إلا تصديق لهذه الآية.
وقوله: ﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ﴾ - إخبار من الله عن رؤية الجن للإنس دون العكس عمومًا.
قال مجاهد: (الجن والشياطين). وقال ابن زيد: (قبيله: نسله).
وقوله: ﴿إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ - أي: نصراء لهم يعينونهم على فشو المنكر.
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [الأنعام: ١٢٩]
٢ - وقال تعالى: ﴿أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا﴾ [الكهف: ٥٠]


الصفحة التالية
Icon