عبادة لغيره تعالى. ولذلك كان الكفر بالطواغيت من شروط ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾.
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن والد أبي مالك الأشجعي عن النبي - ﷺ - قال: [من قال لا إله إلا الله وكفر بما يُعْبَدُ من دون الله حَرُمَ ماله ودمه. (وفي رواية: وحسابه على الله عز وجل)] (١).
وفي لفظ: [من وَحَّدَ الله تعالى، وكفر بما يعبد من دونه، حَرُمَ ماله ودمه، وحسابه على الله عز وجل].
وقوله: ﴿وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾.
من الكذب في الدين، والافتراء دون علم، ونسب الولد لله، أو جعل الملائكة إناثًا، أو تحريم ما أحل الله، إلى غير ذلك من ألوان القول على الله بغير علم.
وقوله تعالى: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾.
أي: لكل أمة مدة أو وقت لنزول العذاب بهم، أو انقضاء أمرهم ووجودهم، وتلك الأيام يداولها الله تعالى بين الناس. فإذا جاء ميقاتهم المقدر لهُم، ويومهم الموعود، فلا يتركون بعد الأجل قليلًا ولا يهلكون قبله كذلك. قال القاسمي: (والساعة مثل في غاية القلة من الزمان).
وقوله: ﴿يَابَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي﴾.
قال القرطبي: (﴿يَابَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ﴾ شرط. ودخلت النون توكيدًا لدخول ﴿مَا﴾. وقيل: ما صلة، أي: إن يأتكم. أخبر أنه يرسل إليهم الرسل منهم لتكون إجابتهم أقرب. والقصص إتباع الحديث بعضه بعضًا. ﴿آيَاتِي﴾ أي: فرائضي وأحكامي).
وقوله: ﴿فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.
قال النسفي: (فمن اتقى الشرك وأصلح العمل منكم فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
وقال ابن كثير: (﴿فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ﴾ أي: ترك المحرمات وفعل الطاعات).