والأعراف لغة: جمع عُرْف. وهو كل مرتفع من الأرض، وإنما قيل لعُرْفِ الديك "عرف" لارتفاعه على ما سواه من جسده. وبنحوه قال أهل التفسير:
١ - فعن ابن عباس: (يقول: "الأعراف"، هو الشيء المشرف). وقال: (سور كعرف الديك).
٢ - وعن مجاهد: (الأعراف: حجاب بين الجنة والنار، سور له باب).
٣ - وعن عبيد الله بن أبي يزيد: أنه سمع ابن عباس يقول: (إن الأعراف تَلٌّ بين الجنة والنار، حُبِسَ عليه ناسٌ من أهل الذنوب بين الجنة والنار).
وكان السدي يقول: (إنما سمي "الأعراف" أعرافًا، لأن أصحابه يعرفون الناس). والتأويل الأول أشهر عند المفسرين، وهو اختيار ابن جرير رحمه الله.
وفي تحديد أهل الأعراف أقوال عند المفسرين:
١ - القول الأول: هم قوم من بني آدم، استوت حسناتهم وسيئاتهم، فجعلوا هنالك إلى أن يقضي الله فيهم ما يشاء، ثم يدخلهم الجنة بفضل رحمته إياهم.
فعن الشعبي، عن حذيفة: أنه سئل عن أصحاب الأعراف فقال: (هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة، وخلّفت بهم حسناتهم عن النار. قال: فوُقِفوا هنالك على السور حتى يقضي الله فيهم) - ذكره بسنده ابن جرير.
وفي رواية: (أصحاب الأعراف، قوم كانت لهم أعمال أنجاهم الله بها من النار، وهم آخر من يدخل الجنة، قد عرفوا أهل الجنة وأهل النار).
وفي رواية أخرى: قال حذيفة: (أصحاب الأعراف، قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فهم على سور بين الجنة والنار: ﴿لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ﴾).
٢ - القول الثاني: هم قوم كانوا قتلوا في سبيل الله عصاة لآبائهم في الدنيا. فعن شرحبيل بن سعد قال: (هم قوم خرجوا في الغزو بغير إذن آبائهم).
٣ - القول الثالث: قيل: بل هم قوم صالحون فقهاء علماء.
فعن مجاهد قال: (أصحاب الأعراف، قوم صالحون فقهاء علماء).
٤ - القول الرابع: قيل: بل هم ملائكة، وليسوا ببني آدم.


الصفحة التالية
Icon