وسَلْمان وخبّاب وغيرهم. ﴿أَقْسَمْتُمْ﴾ في الدنيا. ﴿لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ﴾ في الآخرة. ﴿بِرَحْمَةٍ﴾ يوبخونهم بذلك).
وقوله: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ﴾.
قال ابن عباس: (إن الله أدخل أصحاب الأعراف الجنة لقوله: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ﴾).
وقيل غير ذلك، والراجح ما ذكرت، وهو متناسب مع السياق، والله تعالى أعلم.
٥٠ - ٥١. قوله تعالى: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (٥٠) الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (٥١)﴾.
في هذه الآيات: يخبر الله جلت عظمته عن استغاثة أهل النار بأهل الجنة عند اشتداد الألم والعطش والجوع بهم من هول ما نزل بهم مقابل شركهم بالله وكفرهم بدينه وتحكيم شهواتهم وأهوائهم، ﴿أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا﴾ شيئًا من الطعام والشراب مما رزقكم الله، فأجابهم المؤمنون: إن الله قد حرّم ذلك على الكافرين. الذين اتخذوا دينهم لهوًا ولعبًا واستهزؤوا وسخروا بالإيمان وأهل الإيمان، وعاشوا في غرور تلك الحياة الدنيا الفانية، يقول الله: فاليوم نتركهم في العذاب كما تركوا الدين الحق وأنكروا يومهم هذا وكانوا بآياتنا كافرين.
قال ابن زيد: (﴿أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ﴾، قال: يستطعمونهم ويستسقونهم).
وقال السدي: (﴿أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ﴾: من الطعام).
قال ابن جرير: حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبي، عن سفيان، عن عثمان الثقفي، عن سعيد بن جبير، في ابن عباس: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ﴾، قال: ينادي الرجل أخاه وأباه فيقول: قد احترقت، أفض