السعير. ليكون بمنهاجه المتكامل إعذارًا من الله تعالى إلى الناس بالكتاب والرسل. وقيل: ﴿فَصَّلْنَاه﴾ أنزلناه متفرقًا. والأول أرجح ويشمل الثاني.
كما قال تعالى: ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ [هود: ١].
وقوله: ﴿على علم﴾.
أي: على علم منا بما فصلناه به. كما قال تعالى: ﴿لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ...﴾ [النساء: ١٦٦]. فهو كتاب محكم التفصيل لم يقع فيه سهو ولا لغط.
وقوله: ﴿هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾.
قال الزجاج: (أي: هاديًا وذا رحمة). قال القرطبي: (فجعله حالًا من الهاء التي في ﴿فصلناه﴾). ثم قال: (﴿لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾، خُصَّ المؤمنون لأنهم المنتفعون به).
وقوله: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ﴾.
أي: هل ينتظرون إلا تحقق وعده ووعيده، ونزول العقاب وفتح الحساب. ﴿يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ﴾ - أي: يوم يجيء ما يؤول إليه حالهم من حلول النقمة والعذاب. ومن أقوال المفسرين:
١ - قال مجاهد: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ﴾، قال: جزاءه، ﴿يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ﴾، قال: جزاؤه).
٢ - وقال قتادة: (﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ﴾، أي: ثوابه، ﴿يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ﴾، أي: ثوابه). أو قال: (عاقبته).
٣ - وقال السدي: (أما ﴿تَأْوِيلُهُ﴾، فعواقبه، مثل وقعة بدر، والقيامة، وما وعد فيها من موعد).
٤ - وقال الربيع بن أنس: (فلا يزال يقع من تأويله أمرٌ بعد أمر، حتى يتم تأويله يوم القيامة).
وقوله: ﴿يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ﴾.
فعن مجاهد: (﴿يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ﴾، قال: أعرضوا عنه). وقال السدي: (أما


الصفحة التالية
Icon