أصبعه إلى السماء وينكُتُها عليهم ويقول: اللهم اشْهد، اللهم اشْهد").
وقوله تعالى: ﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾.
قال النسفي: (﴿أَوَعَجِبْتُمْ﴾ الهمزة للإنكار والواو للعطف والمعطوف عليه محذوف، كأنه قيل: أكذبتم وعجبتم ﴿أَنْ جَاءَكُمْ﴾ مِنْ أنْ جاءكم ﴿ذِكْرٌ﴾ موعظة ﴿مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ﴾ على لسان رجل منكم أي: من جنسكم، وذلك أنهم كانوا يتعجبون من نبوة نوح عليه السلام ويقولون ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين، يعنون إرسال البشر، ولو شاء ربنا لأنزل ملائكة ﴿لِيُنْذِرَكُمْ﴾ ليحذركم عاقبة الكفر ﴿وَلِتَتَّقُوا﴾ ولتوجد منكم التقوى وهي الخشية بسبب الإنذار ﴿وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ ولترحموا بالتقوى إن وجدت منكم).
وقوله: ﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾.
الفلك: السفينة، وكان نوح - ﷺ - قد حمل معه في الفلك من كل زوجين اثنين، وقد نجاهم الله وأهلك القوم الذين كذبوا الحق وتكبروا على اتباع رسوله، بالغرق أثناء الطوفان الذي أرسله الله عليهم.
وقوله: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ (٦٤)﴾.
قال مجاهد: (عن الحق). وقال ابن زيد: (العَمَى، العامي عن الحق).
٦٥ - ٧٢. قوله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٦٥) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٦٦) قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٦٧) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (٦٨) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٦٩) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ