من الجوع، فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة، فإنها بئست البطانة] (١).
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [التغابن: ١٥].
٢ - وقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [المنافقون: ٩].
٣ - وقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ﴾ [التغابن: ١٤].
وقوله: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾. أي: فآثروا حقه على حقكم، وابتاعوا ما يبقى لكم بما يزول عنكم.
قال النسفي: (فعليكم أن تحرصوا على طلب ذلك وتزهدوا في الدنيا ولا تحرصوا على جمع المال وحب الولد).
فإن ما عند الله من الثواب والعطاء، والجنات والنعيم خير من المال والولد، فإنه قد يوجد منهم عدو يورد إلى منازل الهلاك والعطب، وثواب الله خير وأبقى، وسبيل ذلك محبة الله ومحبة رسوله - ﷺ - فوق كل متاع في هذه الحياة الفانية.
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أنس قال: قال رسول الله - ﷺ -: [لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين] (٢).
وفي الصحيحين من حديث أنس أيضًا عن رسول الله - ﷺ -: [ثلاث من كنَّ فيه وَجَدَ بهن حلاوةَ الإيمان: من كان الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن كان أن يُلْقى في النار أحبَّ إليه من أن يَرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه] (٣).

(١) حديث حسن. أخرجه أبو داود في السنن - حديث رقم - (١٥٤٧) - باب في الاستعاذة -. وانظر صحيح سنن أبي داود (١٣٦٨).
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٤٤) - كتاب الإيمان -، والنسائي (٨/ ١١٥)، وأحمد (٣/ ١٧٧).
(٣) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٢١)، (٦٠٤١)، ومسلم (٤٣)، وأحمد (٣/ ١٧٢)، وأخرجه النسائي (٨/ ٩٦)، وابن ماجه (٤٠٣٣)، وابن حبان (٢٣٧) من حديث أنس.


الصفحة التالية
Icon