شيء أنا فاعله تردّدي عن قبض نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته] (١).
الحديث الثاني: أخرج البزار بسند حسن عن أنس، عن النبي - ﷺ - قال: [إن لله تعالى عبادًا يعرِفون الناس بالتوسم] (٢).
الحديث الثالث: أخرج البخاري في "التاريخ" بسند حسن عن وابصة مرفوعًا: [استفت نفسك وإن أفتاك المفتون] (٣).
والمقصود: أن يستفتي العبد المؤمن قلبه بعد سؤاله أهل العلم والذكر واختلاط الفتوى عليه أو اختلافها، فإن الله قد جعل في قلب المؤمن بصيرة ونورًا وفرقانًا، ﴿وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.
٣٠ - ٣٥. قوله تعالى: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (٣٠) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٣١) وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٣٢) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (٣٣) وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٣٤) وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٣٥)﴾.
في هذه الآيات: فَضْحُ الله تعالى محاولات الكفار سَجْنَ النبي - ﷺ - أو إِخْراجه أو قَتْله والله محيط بكيدهم ومكرهم وهو خير الماكرين.

(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري في "صحيحه" (٦٥٠٢) - كتاب الرقاق -، باب التواضع.
(٢) حديث حسن. أخرجه البزار وغيره، وحسنه الألباني في صحيح الجامع - حديث رقم - (٢١٦٤).
(٣) إسناده حسن. انظر تخريج المشكاة (٢٧٧٤)، وصحيح الجامع الصغير - حديث رقم - (٩٥٩).


الصفحة التالية
Icon