الحديث الثالث: أخرج الترمذي بسند صحيح عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - ﷺ -: [لا يَلِجُ النَّارَ رجُلٌ بكى من خشية الله حتى يعودَ اللَّبن في الضَّرعِ، ولا يجتمع على عَبْدٍ غُبَارٌ في سبيل الله ودخان جهنم] (١).
٤٢ - ٤٧. قوله تعالى: ﴿لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (٤٢) عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (٤٣) لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (٤٤) إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (٤٥) وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (٤٦) لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٤٧)﴾.
في هذه الآيات: ذَمُّ الله تعالى المنافقين المتخلفين عن غزوة تبوك، فإنهم لو رأوا الغنيمة قريبة المنال في سفر سهل قريب لخرجوا معك - يا محمد - ولكن استصعبوا مشقة الطريق وزمان القَيْظ، ويحلفون كذبّا لِتَقْبَلَ أعذارهم الكاذبة والله يعلم إنهم لكاذبون.
لقد عفا الله عنك - يا محمد - في إذنك لهم، وكان ينبغي التريث لاختبار الصادق من الكاذب.
إنه لا يطلب الإذن لعدم الخروج للجهاد من يؤمن بالله واليوم الآخر، بل يطلبه المنافقون المبطلون.
ولو كانوا أرادوا الخروج معك بصدق لأخلصوا التأهب والاستعداد، ولكنَّ الله عَلِمَ