كل درجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفِرْدوس، فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة، ومنه تُفَجَّرُ أنهار الجنة، وفوقه عرشُ الرحمن] (١).
الحديث الرابع: أخرج الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي - ﷺ - قال: [إنَّ أهلَ الجنة يَتَراءَوْنَ أهل الغرف من فوقهم، كما تتراءَوْن الكوكَبَ الدُّرِّيَّ الغابرَ في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم. قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرُهم؟ قال: بلى، والذي نفسي بيده رجالٌ آمنوا بالله وصدَّقوا المرسلين] (٢).
الحديث الخامس: أخرج الطبراني بسند حسن عن أبي مالك الأشعري، أن رسول الله - ﷺ - قال: [إن في الجنة غرفًا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، أعدّها الله لمن أطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام] (٣).
وقوله: ﴿وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.
أي: إن رضا الرحمن عز وجل هو أكبر نعمة ينعم بها المؤمنون يوم القيامة، وهي فوق كل نعمة ولذة رأوها أو عاشوها في الدنيا والآخرة.
أخرج الحاكم بسند صحيح عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - ﷺ -: [إذا دخل أهل الجنةِ الجنةَ يقول الله - عز وجل -: هل تشتهون شيئًا فأزيدكم؟ فيقولون: ربنا وما فوقَ ما أعطيتنا؟ فيول: رضواني أكبر] (٤).
وأخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - ﷺ -: [إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيّكَ ربَّنا وسَعْدَيكَ، فيقول: هل رضيتُم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تُعْطِ أحدًا من خلقكَ؟
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٣٢٥٦) - كتاب بدء الخلق -، وأخرجه مسلم (٢٨٣٠)، وأحمد في المسند (٥/ ٣٤٠) - من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه.
(٣) حديث صحيح. أخرجه الطبراني بإسناد حسن من حديث أبي مالك الأشعري. انظر تخريج مشكاة المصابيح (١٢٣٥)، وتخريج الترغيب (٢/ ٤٦)، وصحيح الجامع (٢١١٩).
(٤) حديث صحيح. أخرجه الحاكم في المستدرك (١/ ٨٢) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وأقره الألباني - انظر صحيح الجامع الصغير - حديث رقم (٥٣٨).