٣ - وقال تعالى: ﴿أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (٩) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (١٠) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ﴾ [العاديات: ٩ - ١١].
ومن كنوز السنة الصحيحة في آفاق هذا المفهوم لعرض الأعمال في الدنيا والآخرة أحاديث:
الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم عن عائشة، أن النبي - ﷺ - قال: [ليس أحدٌ يحاسَبُ يومَ القيامة إلا هلك. قلت: أوليس يقول الله: ﴿فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾، فقال: إنما ذلك العرض، ولكن من نوقش في الحساب يهلك] (١).
الحديث الثاني: أخرج البخاري ومسلم عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله - ﷺ -: [ما منكم أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينَه وبينه ترجمانٌ، ولا حجابٌ يَحْجُبُه، فينظرُ أيمنَ منه فلا يرى إلا ما قدَّم من عمله، وينظرُ أشأمَ منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة] (٢).
الحديث الثالث: أخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن أنس، أن رسول الله - ﷺ - قال: [لا عليكم أن تَعْجَبُوا بأحدٍ حتى تنظروا: بم يُختمُ له؟ فإن العاملَ يعملُ زمانًا من عمره - أو: بُرْهة من دهره - بعمل صالح لو مات عليه لدخل الجنة، ثم يتحول فيعمل عملًا سيئًا، وإن العبد ليعمل البرهة من دَهْره بعمل سَيَّئ لو مات عليه دخلَ النار، ثم يتحولُ فيعمل عملًا صالحًا، وإذا أراد الله بعبده خيرًا استعمله قبل موته. قالوا: يا رسول الله، وكيف يستعمله؟ قال: يوفِّقهُ لعمل صالحٍ ثم يقبضه عليه] (٣).
وقوله تعالى: ﴿وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.
قال مجاهد: (هلال بن أمية، ومرارة بن ربعي، وكعب بن مالك، من الأوس والخزرج).
وقال الضحاك: (هم الثلاثة الذين خلفوا عن التوبة).
قال النسفي: (﴿إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ﴾ إن أصروا ولم يتوبوا، ﴿وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ﴾ إن تابوا).

(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٤٩٣٩)، وأخرجه مسلم (٢٨٧٦).
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٣/ ٢٢٥)، وأخرجه مسلم (١٠١٦) (٦٨).
(٣) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٣/ ١٢٠)، وكذلك أخرجه (٣/ ٢٢٣)، وله شواهد.


الصفحة التالية
Icon