حنيف مرفوعًا: [من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة] (١).
وله شاهد عند الترمذي والحاكم من حديث أُسَيد بن ظُهَير الأنصاري بلفظ: [صلاة في مسجد قباء كعمرة] (٢).
وقوله: ﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾.
أخرج أبو داود بسند صحيح عن أبي هريرة، عن النبي - ﷺ - قال: [نزلت هذه الآية في أهل قباء: ﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا﴾. قال: كانوا يستنجون بالماء، فنزلت فيهم هذه الآية] (٣).
وأخرج ابن ماجه بسند صحيح عن أبي أيوب الأنصاري، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك: [أن هذه الآية: ﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ قال رسول الله - ﷺ -: يا معشر الأنصار! إن الله قد أثنى عليكم في الطُّهور. فما طُهورُكم؟ قالوا: نتوضأ للصلاةِ، ونَغْتَسِلُ من الجنابة، ونستنجي بالماء. قال: فهو ذاك. فَعَلَيكُمُوه] (٤).
وقوله تعالى: ﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.
قال ابن كثير: (يقول تعالى: لا يستوي من أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان، ومن بنى مسجدًا ضرارًا وكفرًا وتفريقًا بين المؤمنين، وإرصادًا لمن حارب الله ورسوله من قبل، فإنما بنى هؤلاء بنيانهم ﴿عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ﴾، أي: طرف حَفِيرة مُنْثَالة ﴿فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾، أي: لا يصلح عمل المفسدين).

(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد في المسند (٣/ ٤٨٧)، (٢/ ٣٧)، وابن ماجه في السنن (١٤١٢). وانظر صحيح سنن ابن ماجه - حديث رقم - (١١٥٩).
(٢) حديث صحيح. أخرجه الترمذي في الجامع (٣٢٤) وحسنه، وابن ماجه في السنن (١٤١١)، والحاكم (١/ ٤٨٧)، وغيرهم.
(٣) حديث صحيح. أخرجه أبو داود (٤٤) - كتاب الطهارة - باب في الاستنجاء بالماء. انظر صحيح أبي داود (٣٤). وأخرجه الترمذي (٣٠٩٩)، وابن ماجه (٣٥٧)، وله شواهد كثيرة.
(٤) حديث صحيح. أخرجه ابن ماجه (٣٥٥) - كتاب الطهارة وسننها - باب الاستنجاء بالماء. وانظر صحيح سنن ابن ماجه - حديث رقم - (٢٨٥).


الصفحة التالية
Icon