يسخط، ولها يرضى). وقال ابن زيد: (هؤلاء أهل الكفر).
وقال الحسن: (والله ما زيَّنوها ولا رَفَعوها حتى رضوا بها وهم غافلون عن آيات الله الكونية فلا يتفكرون فيها، والشرعيّة فلا يأتمرون بها، فإن مأواهم يومَ معادهم النار، جزاءً على ما كانوا يكسبون في دُنياهم من الآثام والخطايا والأجرام، مع ما هُم فيه من الكفر بالله ورسوله واليوم الآخر).
وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾.
هذه هي المرتبة الرابعة من مراتب الهداية كما وردت في القرآن والسنة. فإن مراتب الهداية:
١ - هداية الخالق خلقه لمصالحهم.
٢ - هداية الدلالة والإرشاد.
٣ - هداية التوفيق والإلهام.
٤ - هداية الله المؤمنين يوم القيامة إلى الجنة.
فقوله: ﴿يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ﴾. قال مجاهد: (يكون لهم نورًا يمشون به).
وقال ابن جرير: (يرشدهم ربهم بإيمانهم إلى الجنة).
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ﴾ [الحج: ٢٤].
٢ - وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (٤) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (٥) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ﴾ [محمد: ٤ - ٦].
قال مجاهد: ﴿سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ﴾ الآية. يهتدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم لا يخطئون كأنهم ساكنوها منذ خلقوا، لا يستدلون عليها أحدًا).
وقال ابن عباس: (هم أعرف بمنازلهم من أهل الجمعة إذا انصرفوا إلى منازلهم).
وقال محمد بن كعب: (يعرفونها كما تعرفون بيوتكم في الدنيا إذا انصرفتم من يوم الجمعة).
وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري، أن نبيَّ الله - ﷺ - قال: [إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار، يتقاصُّون مظالم كانت بينهم في