المشهد في الحشر وأهوال ذلك اليوم وأبصروا جهنم اضطرهم ذلك للإيمان بعد كفر طويل، ولكن حين لا ينفع الإيمان.
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (٨٤) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ﴾ [غافر: ٨٤، ٨٥].
٢ - وقال تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ﴾ [السجدة: ١٢].
ومن السنة الصحيحة في آفاق هذا المعنى أحاديث:
الحديث الأول: أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أنس، عن النبي - ﷺ - قال: [يقول الله تبارك وتعالى لأهونِ أهل النار عذابًا: لو كانت لك الدنيا وما فيها، أكنت مُفْتَدِيًا بها؟ فيقول: نعم، فيقول: قد أَرَدْتُ منك أهونَ مِنْ هذا وأنت في صُلب آدم: أن لا تُشْرك ولا أدخِلَكَ النار، فأبيتَ إلا الشرك] (١).
الحديث الثاني: أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك، أن النبي - ﷺ - قال: [يُقال للكافر يوم القيامة: أرأيت لو كان لك مِلءُ الأرض ذهبًا، أكنتَ تفتدي به؟ فيقول: نعم، فيُقال له: قَدْ سُئِلْتَ أَيْسَرَ من ذلك] (٢).
وفي رواية: [فَيُقال له: كَذَبْتَ، قَدْ سُئِلتَ ما هوَ أيسرُ من ذلك].
الحديث الثالث: أخرج البخاري من حديث أبي هريرة عن النبي - ﷺ - قال: [يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة، وعلى وجه آزر قترَةٌ وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصني؟ فيقول له أبوه: فاليوم لا أعصيك. فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني أن لا تُخْزِيَني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ ! فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين] الحديث (٣).
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٨٠٥) (٥٢) (٥٣) - كتاب صفات المنافقين - الباب السابق.
(٣) حديث صحيح. أخرجه البخاري - كتاب الأنبياء - انظر مختصر صحيح البخاري (١٣٤٤).