٣ - وصف الأحبار بالرسوخ في العلم، بصحة ما أنزل إلى رسول الله - ﷺ -، تعريضًا بالمشركين.
٤ - تهييج الرسول - صلوات الله عليه - وتحريضه ليزداد يقينًا كما قال إبراهيم الخليل - ﷺ -: ﴿وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾.
٥ - الخطاب للنبي - ﷺ -، والمراد أمته. قال القاسمي: (وفيه من قوة التأثير في القلوب ما لا مزيد عليهِ، بمثابة ما لو خاطب سلطان عاملًا له على بلدته بحضور أهلها بوصاياه وأوامره الرهيبة، فيكون ذلكَ أفعل في النفوس).
٦ - الخطاب لكل من يسمع وهو في شك. قال النسفي: (أو الخطاب لكل سامع يجوز عليه الشك). وقال القُتَبيّ: (هذا خطاب لمن كان لا يقطع بتكذيب محمد ولا بتصديقه - ﷺ -، بل كان في شك) - ذكره القرطبي.
وقال القاسمي: (وفي الآية تنبيه على أن كل من خالجته شبهة في الدين ينبغي أن يسارع إلى حلها، بمقادحة العلماء المنبهين على الحق).
٧ - وقيل: الشك ضيق الصدر، أي إن ضاق صدرك بكفر هؤلاء فاصبر، واسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك يخبروك صَبْرَ الأنبياء من قبلك على أذى قومهم وكيف عاقبة أمرهم. والشك في اللغة أصله الضيق - ذكره القرطبي وقال: (فالشكُّ يقبض الصدر ويضمه حتى يضيق).
وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.
قال ابن جرير: (ويقول تعالى ذكره لنبيهِ - ﷺ -: ولا تكونن، يا محمد، من الذين كذّبوا بحجج الله وأدلته، فتكون ممن غُبنَ حظه، وباع رحمة الله ورضاه، بسخطه وعقابه).
وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (٩٦) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾.
أي: إن الذين ثبت عليهم قول الله المكتوب في اللوح المحفوظ أنهم يموتون كفارًا فلا سبيل إلى هدايتهم، فإن الله سبحانهُ كتب كل شيء بعلمه وعدله وحكمته، وهؤلاء صنف يعلم الله تعالى أنهم سيؤمنون به أول مرة حين يبصرون العذاب الأليم.


الصفحة التالية
Icon