الشقاء، نتيجةَ عتوهم وتمردهم على الحق وبغيهم في الأرض بالظلم والإفساد.
وقوله: ﴿فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ﴾. قال قتادة: (يقول: وقائع الله في الذين خلوا من قبلهم، قوم نوحٍ وعاد وثمود).
وقوله: ﴿قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ﴾. قال الربيع بن أنس: (خوَّفهم عذابه ونقمتهُ وعقوبته، ثم أخبرهم أنه إذا وقع من ذلكَ أمرٌ، أنجى الله رسله والذين آمنوا معهُ، فقال الله: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ﴾).
فهو حق أوجبه سبحانه على نفسه الكريمة، بنجاة الرسل ونزول الرحمة بهم وبأتباعهم المؤمنين، وهلاك الطغاة والعتاة والمتمردين، سنة الله ولن تجد لسنته تبديلًا.
وفي التنزيل:
﴿كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾ [الأنعام: ٥٤].
وفي الصحيحين: عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عَنْهُ قال: قال النبي - ﷺ -: [إن الله لما خَلَقَ الخلق كتب كتابًا عنده فوق العرش، إن رحمتي تَغْلِبُ غضبي] (١).
وفي رواية: (إن رحمتي سبقت غضبي).
١٠٤ - ١٠٧. قوله تعالى: ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٤) وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٠٥) وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ (١٠٦) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (١٠٧)﴾.
في هذه الآيات: دَعْوَةُ الله تعالى نبيهُ - ﷺ - لإعلان تمسكه بالدين الحق أمام