والخلاصة: إن في قصة يوسف مع إخوته من العبر والدروس الكثيرة، لمن أراد الفائدة في البحث واستنباط المواعظ من تلك الأخبار.
وقوله تعالى: ﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾.
قال السدي: (﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا﴾: يعنون بنيامين. قالوا: وكانوا عشرة). وقال ابن زيد: (﴿وَنَحْنُ عُصْبَةٌ﴾: العصبة، الجماعة). وقيل: العصبة العشرة فصاعدًا. والمراد: أنهم حلفوا فيما يظنون أن يوسف وبنيامين - وكان شقيقه لأمه - أحب إلى أبيهما منهم وهم جماعة.
وقوله: ﴿إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾. قال ابن جرير: (يعنون: إنّ أبانا يعقوب لفي خطأ من فعله، في إيثاره يوسف وأخاه من أمه علينا بالمحبة). وقال النسفي: (غلط في تدبير أمر الدنيا، ولو وصفوه بالضلالة في الدين لكفروا).
وقوله تعالى: ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾.
قال ابن كثير: (يقولون: هذا الذي يُزاحِمكم في مَحبّة أبيكم لكم أعدِموه من وجه أبيكم ليخلوَ لكم وحدكم، إما بأن تقتلوه، أو تُلقوه في أرض من الأراضي تستريحوا منه، وتَخْتَلُوا أنتم بأبيكم، وتكونوا من بعد إعدامِه قومًا صالحين. فأضمروا التوبة قبل الذنب).
قال السدي: (﴿وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾: تتوبون مما صنعتم، أو: من صنيعكم).
وقوله تعالى: ﴿قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ﴾.
قيل: قائل ذلك "روبيل"، ابن خالة يوسف. قال ابن إسحاق: (ذكر لي، والله أعلم، أن الذي قال ذلك منهم "روبيل"، الأكبر من بني يعقوب، وكان أقصدهم فيه رأيًا).
وقال قتادة: (ذكر لنا أنه روبيل، كان أكبر القوم، وهو ابن خالة يوسف، فنهاهم