وقال أيضًا: (إنه لعامل بما عَلم). وقال سفيان: (﴿وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ﴾، مما علمناه. وقال: من لا يعمل لا يكون عالمًا).
وقوله: ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ - قال ابن جرير: (ولكن كثيرًا من الناس غير يعقوب، لا يعلمون ما يعلمه، لأنا حَرَمناه ذلك فلم يعلمه).
٦٩ - ٧٦. قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٦٩) فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (٧٠) قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ (٧١) قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (٧٢) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (٧٣) قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ (٧٤) قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (٧٥) فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (٧٦)﴾.
في هذه الآيات: دُخُولُ إخوة يوسف على يوسف عليه الصلاة والسلام، واختِلاءُ يوسف بأخيه بنيامين وتعرِيفُه بأمره، واحتيالُ يوسف بالتواطؤ معه لإبقائه عنده معززًا مكرمًا بقصة صواع الملك، واستخراجها من وعاء أخيه، وإخوتُهُ لذلك مندهشون.
فقوله: ﴿وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ﴾.
أي: لما قدم إخوة يوسف ومعهم بنيامين رحّب بهم يوسف عليه الصلاة والسلام، وأنزلهم دار كرامته وأراهم حسن ضيافته، واختلى بأخيه فأخبره بخبره وعرّفه أنه أخوه، وقال له: لا تحزن على ما صدر منهم نحوي، واكتم ذلك بيني وبينك، وتواطأ معه أنه سيحتال ليبقيه عنده معززًا مكرمًا.
وقوله: ﴿فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ - قال قتادة: (فلا تحزن ولا تيأس). وقال السدي: (يقول: لا تحزن على ما كانوا يعملون). قال ابن جرير: (فتأويل الكلام