وقوله: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ﴾.
قال مجاهد: (﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ﴾، ليوسف وإخوته). قال ابن كثير: (يقول تعالى: لقد كان في خبر المرسلين مع قومهم، وكيف أنجينا المؤمنين وأهلكنا الكافرين ﴿عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ وهي العقول، ﴿مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى﴾، أي: وما كان لهذا القرآن أن يُفترى من دون الله، أي: يُكَذَّب ويُخْتَلق، ﴿وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ﴾، أي: من الكتب المُنَزَّلة من السماء، وهو يُصَدِّقُ ما فيها من الصحيح، وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير، ويحكم عليها بالنَّسْخِ أو التقرير، ﴿وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ﴾، من تحليل وتحريم، ومحبوب ومكروه، وغير ذلك من الأمر بالطاعات والواجبات والمستحبّات، والنهي عن المحرّمات وما شاكلها من المكروهات، والإخبار عن الأمور على الجَلِيَّةِ، وعن الغُيُوب المستقبلة المجملة والتفصيلية، والإخبار عن الرّبِ تبارك وتعالى بالأسماء والصفات، وتنزيهه عن مُمَاثلة المخلوقات).
وقوله: ﴿وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾.
قال النسفي: (﴿وَهُدًى﴾ من الضلال، ﴿وَرَحْمَةً﴾ من العذاب، ﴿لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ بالله وأنبيائه).
وقال القاسمي: (﴿لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ أي: يصدقون به، ويعملون بأوامره، فإن الإيمان قول وعَقْدٌ وعمل. وخصّهم لأنهم المنتفعون به).
تمَّ تفسير سورة يوسف
بعون الله وتوفيقه، وواسع منِّه وكرمه
فله الحمد أولًا وآخرًا
° ° °