﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
١ - ٤. قوله تعالى: ﴿المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (١) اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (٢) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٣) وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٤)﴾.
في هذه الآيات: انتصار للقرآن الكريم، نَزّله الله على محمد - ﷺ - خاتم النبيين. إنه - تعالى - الذي رفع السماوات بغير عمد ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر، يدبر الأمر ويفصل الآيات، وقد مهّد الأرض وجعل فيها الجبال الثوابت وأنشأ الأزواج من كل الثمرات، وفي الأرض قطع متجاورات وجنات، وزروع ونخيل وطعوم متنوعات، كل ذلك آيات لقوم يؤمنون بلقاء ربهم ويستعدون لذلك ويتفكرون ويعتبرون.
فقوله: ﴿المر﴾ - هو كما قيل هي شأن الحروف المقطعة أوائل السور، والراجح أن ذكرها من باب الإعجاز والبيان، ليتجلى عظمة ما بعدها من التنزيل.
وقوله: ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ﴾. أي: هذه آيات هذا الكتاب المعجز، وهو القرآن العظيم. وقوله: ﴿وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ﴾. - قال مجاهد: (القرآن). وقال قتادة: (أي هذا القرآن). فهو عطف صفات على ما سبق ذكره.