وقوله تعالى: ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾.
أي: يريدون التعنت وربط الإيمان بالمعجزات الكونية والحجج والبراهين الحسية، كما سأل أهل مكة أن يجعل لهم الصفا ذهبًا، وأن يزيل عنهم الجبال ويجعل مكانها مروجًا وأنهارًا.
وفي التنزيل: ﴿وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا﴾ [الإسراء: ٥٩].
ثم يقول الله لنبيه: يا محمد، إنما أنت منذر تنذرهم بأس الله وعذابه أن يحل بهم إن أصروا على كبرهم وشركهم، ولكل قوم إمام يأتمون به، وهادٍ يتقدمهم فيهديهم إما إلى خير وإما إلى شر.
قال قتادة: (هذا قول مشركي العرب. قال الله: ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾، لكل قوم داعٍ، يدعوهم إلى الله). وقال أبو العالية: (الهادي القائد، والقائد الإمام، والإمام العمل). وقال عكرمة: (﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ قال: هو محمد - ﷺ -) وقال الضحاك: (المنذر: محمد - ﷺ -، والهادي: الله عز وجل). وقال مجاهد: (﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾، لكل قوم نبي، والمنذر محمد - ﷺ -).
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ﴾ [فاطر: ٢٤].
٢ - وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ [ص: ٦٥].
وفي صحيح البخاري عن أبي موسى قال: قال رسول الله - ﷺ -: [مَثلي ومثلُ ما بعثني الله كمثل رجل أتى قومًا فقال: رأيتُ الجيشَ بعيني، وإنى أنا النذير العُريانُ، فالنَّجَاءَ النَّجَاءَ. فأطاعه طائفة فأدلجوا على مَهْلِهم فنَجَوْا، وكذَّبَتْهُ طائفة فَصَبَّحَهُم الجيش فاجتاحهم] (١).
٨ - ١١. قوله تعالى: {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا