وفي التنزيل أيضًا:
١ - قال تعالى: ﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (٤١) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (٤٢) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (٤٣) لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (٤٤)﴾ [الواقعة: ٤١ - ٤٤].
٢ - وقال تعالى: ﴿هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (٥٥) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ (٥٦) هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (٥٧) وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ﴾ [ص: ٥٥ - ٥٨].
وفي صحيح مسلم من طريق النعمان بن بشير مرفوعًا: [إن أهون أهل النار عذابًا من له نعلان وشراكان من نار، يغلي منهما دماغهُ كما يغلي المرجل، ما يَرى أن أحدًا أشدُّ منهُ عذابًا، وإنه لأهونهم عذابًا]. ورواه البخاري (١).
وقوله تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ﴾.
قال ابن عباس: (يقول: الذين كفروا بربهم وعبدوا غيره، فأعمالهم يوم القيامةِ كرماد اشتدت به الريح في يومٍ عاصف، لا يقدرون على شيء من أعمالهم ينفعهم، كما لا يُقْدَر على الرماد إذا أُرْسِلَ في يوم عاصف).
وعن ابن جريجٍ: (﴿كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ﴾، قال: حملتهُ الريح في يومٍ عاصف).
والمقصود: هذا مثل ضربه الله تعالى لأعمال الكفار الذين عظموا غيره سبحانهُ، أو أشركوا في عبادته، وكذبوا رسله، فإنهم يرون أعمالهم التي ظنوا أنها تنفعهم كالرماد تحمله الريح العاصفة فتنثره لا يقدرون على جمعهِ في ذلكَ اليوم، وكذلكَ أعمالهم يجعلها اللهُ هباءً منثورًا، ولا يقدرونَ على الانتفاع بها يوم الحساب أحوج ما يحتاجون إلى ذلك.
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ﴾ [آل عمران: ١١٧].
٢ - وقال تعالى: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾ [الفرقان: ٢٣].

(١) حديث صحيح. انظر صحيح البخاري - حديث رقم - (٦٥٦١) - (٦٥٦٢) - كتاب الرقاق - ومختصر صحيح مسلم، حديث رقم، (٩٩) - (١٠٠).


الصفحة التالية
Icon