وقال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٧٧) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٧٩) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (٨٠) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (٨١) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [يس: ٧٧ - ٨٣]).
ومن كنوز السنة الصحيحة في آفاق هذا المعنى أحاديث، منها:
الحديث الأول: أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي اللهُ عَنهما، قال: قال رسول الله - ﷺ -: [قال الله تعالى: كذبني ابنُ آدم، ولم يَكُنْ له ذلكَ، وشتمني، ولم يكن لهُ ذلك، فأما تكذيبهُ إيايَّ فزعمَ أني لا أقدِرُ أن أعيدَهُ كما كانَ، وأما شَتْمُهُ إيايَ، فقولهُ: لي ولد، فسبحاني أن أتّخِذَ صاحبة أو ولدًا] (١).
الحديث الثاني: أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي اللهُ عَنْهُ، عن النبي - ﷺ - قال: [قال اللهُ تعالى: يؤذيني ابنُ آدم، يقول: يا خيبةَ الدهر! فلا يقولنَّ أحدُكم: يا خيبة الدهر! فإني أنا الدهرُ، أقلِّبُ ليلهُ ونهارهُ، فإذا شئتُ قبضتهما] (٢).
وقوله تعالى: ﴿إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (١٦) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ﴾.
قال النسفي: (أي هو قادرٌ على أن يعدم الناس ويخلق مكانهم خلقًا آخر على شكلهم أو على خلاف شكلهم إعلامًا بأنه قادرٌ على إعدام الموجود وإيجادِ المعدوم ﴿وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ﴾ بمتعذر).
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (١٥) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (١٦) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ﴾ [فاطر: ١٥ - ١٧].
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٧/ ٤٥) من حديث أبي هريرة. انظر مختصر صحيح مسلم (١٨١٣) - كتاب البر والصلة - باب: النهي عن سبّ الدهر.