سريعُ النّجاز، لأنه يعلم كلّ شيء؛ ولا يخفى عليه خافية، وإن جميعَ الخلق بالنسبة إلى قدرته كالواحد منهم. كقوله تعالى: ﴿مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ [لقمان: ٢٨]، وهذا معنى قول مجاهد: ﴿سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ إحصاءً. ويحتمل أن يكون المعنيان مُرادَين، واللهُ أعلم).
وقوله تعالى: ﴿هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾
أي: هذا القرآن وما فيهِ من وعد ووعيد بلاغ لجميع الناس، كفاية في التذكير والموعظة، لينتفعوا بعظاته ويتعظوا بنذارته، وليوقنوا أنما إلههم إله واحد فيفردوه بالتعظيم والألوهية، وإنما يتذكر وينتفع بالذكرى أولو العقول والنهى.
قال ابن زيد: (﴿هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ﴾، قال: القرآن: ﴿وَلِيُنْذَرُوا بِهِ﴾، قال بالقرآن).
أخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح عن أبي شريح الخزاعي قال: [خرج علينا رسول الله - ﷺ - فقال: أبشروا أبشروا، أليسَ تشهدونَ أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قالوا: نعم. قال: فإن هذا القرآنَ سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسّكوا به، فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدًا]. (١)
تم تفسير سورة إبراهيم
بعون الله وتوفيقه، وواسع منِّه وكرمه
° ° °

(١) حديث صحيح. أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١٢/ ١٦٥)، ورواه عبد بن حميد في "المنتخب من المسند" (٥٨/ ١)، وابن نصر في "قيام الليل" (٧٤)، وسنده صحيح على شرط مسلم. انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة - حديث رقم - (٧١٣).


الصفحة التالية
Icon