وقوله تعالى: ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾.
قال قتادة: (﴿وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ﴾: أي الأول والآخر). وقال عكرمة: (هذا من ها هنا، وهذا من ها هنا). وعن عطاء، عن ابن عباس قال: (وكلهم ميت، ثم يحشرهم ربهم). وقال الحسن: (قال عليّ: قال داود: سمعت عامرًا يفسر قوله ﴿إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾ يقول: إن ربك حكيم في تدبيره خلقه في إحيائهم إذا أحياهم، وفي إماتتهم إذا أماتهم، عليم بعددهم وأعمالهم، وبالحيّ منهم والميت، والمستقدم منهم والمستأخر). وقال قتادة: (كل أولئك قد علمهم الله، يعني المستقدمين والمستأخرين).
٢٦ - ٣٨. قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٢٦) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (٢٧) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٢٨) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (٢٩) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٣٠) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (٣١) قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (٣٢) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٣٣) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (٣٤) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (٣٥) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٣٦) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (٣٧) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (٣٨)﴾.
في هذه الآيات: إخبار الله تعالى عن خلقه الإنسان من صلصال من طين، والجان من نار السموم، وذِكْرُ خبر أمر الله الملائكة السجود لآدم وجدال إبليس المتكبر اللعين، الذي كتب الله عليه لعنته إلى يوم الدين، ثم أنظره فتنة للعالمين، إلى يوم الوقت المعلوم.
فقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ﴾.
قال ابن عباس: (خلق آدم من صلصال من حمأ ومن طين لازب، وأما اللازب: فالجيد، وأما الحمأ: فالحمأة، وأما الصَّلصال: فالتراب المرقَّق، وإنما سمي إنسانًا لأنه عهد إليه فنسي). وقال قتادة: (والصلصال: التراب اليابس الذي يسمع له