الحديث الثاني: روى عبد الرزاق بسند صحيح عن ابن مسعود قال: [أكبر الكبائر: الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوطُ من رحمة الله، واليأسُ من رَوْح الله] (١).
وقوله تعالى: ﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (٥٧) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ﴾.
إِخْبارٌ من الله سبحانهُ عن سؤال إبراهيم لضيوفهِ - لما ذهب عنه الروع وجاءتهُ البشرى - عن سبب قدومهم ومجيئهم له، فأخبروه بإرسال الله تعالى لهم إلى قوم لوط المجرمين.
وقوله تعالى: ﴿إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (٥٩) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ﴾.
قال ابن كثير: (أخبروه أنهم سينجّون آل لوط من بينهم إلا امرأته فإنها من المهلكين. ولهذا قالوا: ﴿إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ﴾، أي: الباقين المُهْلكين).
٦١ - ٦٦. قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (٦١) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (٦٢) قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (٦٣) وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (٦٤) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (٦٥) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (٦٦)﴾.
في هذه الآيات: وصول الملائكة إلى لوط - عليه الصلاة والسلام - فأنكرهم ولم يعرفهم، فأخبروهُ بأمرهم ومهمّتهم، وأمروه بالخروج بأهله ليلًا فإن موعد القوم الصبح فقد قضي فيه انتهاء أمرهم.
فقوله تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (٦١) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ﴾.
إخبار من الله عن إنكار لوط - عليه السلام - للملائكة المرسلين في صورة شبابٍ حسانِ الوجوه، أي: إنه أنكرهم ولم يعرفهم.
وقوله تعالى: ﴿قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ﴾ - قال مجاهد: (بعذاب قوم