كما في التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ [المائدة: ٦٧].
٢ - قال تعالى: ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾ [القلم: ٩].
وفي صحيح مسلم - من حديث قبيصة في بلاغ النبي - ﷺ - عشيرته وقومه - قال: [يا بني عبد مناف، يا بني عبد مناف! إني نذير، إنما مثلي ومثلكم، كمثل رجل رأى العدوَّ، فانطلق يريدُ أهله، فخشي أن يسبقوه إلى أهله، فجعل يهتف: يا صباحاه، يا صباحاه! أُتيتُم أُتيتُم] (١).
وقوله تعالى: ﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾.
قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره لنبيه محمد - ﷺ -: إنا كفيناك المستهزئين يا محمد، الذين يستهزئون بك، ويسخرون منك، فاصدع بأمر الله، ولا تخف شيئًا سوى الله، فإن الله كافيكَ من ناصبكَ وآذاك، كما كفاك المستهزئين، وكانوا رؤساء المستهزئين قومًا من قريش معروفين).
قال سعيد بن جبير: (هم خمسة من رهط قريش: الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، وأبو زمعة، والحارث بن عيطلة، والأسود بن قيس).
وقيل: كانوا ثمانية. قال ابن عباس: (كلهم مات قبل بدر).
وقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾.
قال ابن كثير: (تهديدٌ شديد، ووعيدٌ أكيد، لمن جعل مع الله معبودًا آخر).
وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (٩٧) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ﴾.
أي: إنا لنعلم - يا محمد - كم يضيق صدركَ وينقبض من أذى قومكَ لك، ومن محاولات مكرهم بدينكَ وأصحابك، فلا يهيدَنَّكَ ذلك ولا يمنعنكَ من الجهاد في تبليغ دعوة الحق، واستعن على ذلكَ بكثرة الذكر والصلاة والدعاء.