الأهواء المختلفة). وقال قتادة: (﴿وَمِنْهَا جَائِرٌ﴾: أي من السبل، سبل الشيطان. وفي قراءة عبد الله بن مسعود: "ومنكم جائر ولو شاء الله لهداكم أجمعين").
وقوله: ﴿وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾. قال ابن جرير: (يقول: ولو شاء الله للطف بجميعكم أيها الناس بتوفيقه، فكنتم تهتدون، وتلزمون قصد السبيل، ولا تجورون عنه، فتتفرقون في سبل عن الحقّ جائرة).
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا﴾ [يونس: ٩٩].
٢ - وقال تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (١١٨) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ [هود: ١١٨، ١١٩].
أخرج أبو نعيم في "الحلية" بسند حسن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي - ﷺ - قال: [إن الله لو شاء أن لا يُعصى ما خلق إبليس] (١).
وفي لفظ عند البيهقي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال النبي - ﷺ - لأبي بكر: [يا أبا بكر! لو أراد الله أن لا يُعصى ما خلق إبليس].
١٠ - ١١. قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (١٠) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (١١)﴾.
في هذه الآيات: امْتِنانُ الله تعالى على عباده بنعمة الماء والشجر، والزرع والزيتون والنخيل والأعناب، وأصناف أخرى من الثمرات، جعلها بين أيديهم وسخّرها لمنفعتهم وسرورهم لعلهم يتفكرون.
فقوله: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ﴾. قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: والذي أنعم عليكم هذه النعم، وخلق لكم الأنعام والخيل وسائر