رسول الله - ﷺ - قال: [اللهم من آمن بك، وشهد أني رسولك، فحبِّب إليه لقاءك، وسَهِّل عليه قضاءك، وأقلل له من الدنيا. ومن لم يؤمن بك ويشهد أني رسولك، فلا تحبب إليه لقاءك، ولا تسهل عليه قضاءك، وأكثر له من الدنيا] (١).
١٩ - ٢٣. قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (١٩) وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (٢٠) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (٢١) إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (٢٢) لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (٢٣)﴾.
في هذه الآيات: إعلام الله تعالى عباده أنه لا يخفى عليه شيء من أعمالهم، وهذه الأوثان التي تُعْبَدُ من دونه غير قادرة على خلقهم ولا خلق شي ممن حولهم، فهي أموات لا أرواح فيها ولا تملك لأهلها ضرًا ولا نفعًا وما يشعرون أيان يوم بعثهم، وإنما إلهكم - أيها الناس - إله واحد والكافرون بالآخرة مستكبرون معظمون لأهوائهم، والله يعلم علانيتهم وإسرارهم، وهو تعالى لا يحب المستكبرين.
فقوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ﴾. أي: لا يخفى عليه شيء سبحانه مما أخفيتم ولا ما أعلنتم، فسواء أسررتم في ضمائركم أو أظهرتم على ألسنتكم وجوارحكم وأفعالكم، كل ذلك في علم الله تعالى.
وفي التنزيل: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات: ٩٦].
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - ﷺ -: [كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء] (٢).
وفي معجم الطبراني بسند صحيح عن أبي الدرداء عن النبي - ﷺ - قال: [فرغ الله
(٢) حديث صحيح. انظر مختصر صحيح مسلم (١٨٤١) - باب: كتب المقادير قبل الخلق.