٢ - قال تعالى: ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (٥٥) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (٥٦) لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (٥٧) سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ﴾ [يس: ٥٥ - ٥٨].
٣ - وقال تعالى: ﴿يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٧١) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الزخرف: ٧١، ٧٢].
ومن كنوز صحيح السنة في وصف أنهار الجنة وما فيها من المقام الكريم أحاديث:
الحديث الأول: يروي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - ﷺ - قال: [إن في الجنة مئة درجة أعدّها الله عز وجل للمجاهدين في سبيله، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه وسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تتفجر أنهار الجنة] (١).
الحديث الثاني: أخرج الترمذي بسند صحيح عن معاوية بن حيدة، عن النبي - ﷺ - قال: [إنّ في الجنة بَحْرَ الماء، وبحرَ العسل، وبحرَ اللبن، وبحرَ الخمر، ثم تشقّق الأنهار بعد] (٢).
الحديث الثالث: أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - ﷺ -: [سَيحان وجيحان والفرات والنيل كلها من أنهار الجنة] (٣).
وقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.
إِخْبَارٌ عن حال المؤمنين عند الاحتضار، ونزول ملائكة الرحمة بالسلام والبشرى من الملك الرحيم القهار، الذي أمر بتبشيرهم بدخول الجنان جزاء الصبر والثبات على الحق إلى ساعة مفارقة دنيا الاغترار.
قال القاسمي: (﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ﴾ أي طاهرين من ظلم أنفسهم بالكفر
(٢) حديث صحيح. أخرجه الترمذي في السنن (٢٧٠٣)، وانظر صحيح سنن الترمذي - (٢٠٧٨).
(٣) حديث صحيح. انظر مختصر صحيح مسلم (١٩٦٨)، وكتابي: أصل الدين والإيمان (٢/ ٧٧٦) لمزيد من التفصيل في أنهار الجنة وما ورد فيها.