وجاء في "طبقات الحنابلة" - قول الإمام أحمد -: (أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله - ﷺ -، والاقتداء، وترك البدع، وكل بدعة ضلالة).
٤٥ - ٥٠. قوله تعالى: ﴿أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (٤٥) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (٤٦) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (٤٧) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (٤٨) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (٤٩) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (٥٠)﴾.
في هذه الآيات: تهديدٌ من الله تعالى ووعيد للمشركين بالخسف والعذاب، إن لم يؤمنوا ويلتزموا هذا الكتاب، فإن الله تعالى خلق كل شيء في هذا الكون الفسيح في سجود له وتعظيم وهم لله داخرون، والملائكة يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون.
فقوله: ﴿أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ﴾. قال قتادة: (السيئات: الشرك). والآية تهديد ووعيد للعصاة المستهترين الذين يشيعون المنكر في الأرض، فإن الزلازل عذاب من الله يبعثه الله عند فشو الفواحش والمنكر بين العباد. وقد جاءت السنة الصحيحة بآفاق هذا المعنى في أحاديث:
الحديث الأول: أخرج الترمذي في جامعه بسند صحيح من حديث عمران بن حصين، عن النبي - ﷺ - قال: [في هذه الأمة خَسْفٌ، ومَسْخٌ، وقَذْفٌ، إذا ظهرت القيانُ والمعازِفُ، وشُرِبت الخمور].
وفي رواية مِنْ حديث ابن عمر بلفظ: [في هذه الأمة خسف، ومسخٌ، وقذف، في أهل القدر] (١).
ورواه الحاكم عن عبد الله بن عمرو بلفظ: [في أمتي خَسْفٌ ومَسْخٌ وقَذْفٌ].

(١) حديث صحيح. أخرجه ابن ماجه (٤٠٦١)، والترمذي (٢/ ٢٢)، وقال حسن صحيح.


الصفحة التالية
Icon