ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة السابق: [وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضرْبٌ جَعْدٌ كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى قائم يصلي، أقرب الناس به شبهًا عروة بن مسعود الثقفي، فإذا إبراهيم قائم يصلي، أشبه الناس به صاحبكم - يعني نفسه - فحانت الصلاة فأممتهم، فلما فرغت من الصلاة قال لي قائل: يا محمد! هذا مالك خازن النار فسلّم عليه، فالتفت إليه فبدأني بالسلام] (١).
٦ - في المعراج أوحى الله لنبيّه خواتيم سورة البقرة.
ففي صحيح مسلم من حديث عبد الله قال: [فأعطي رسول الله - ﷺ - ثلاثًا: الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لا يشرك بالله من أمته شيئًا المقحمات] (٢).
٧ - في المعراج: دخل رسول الله - ﷺ - الجنة ورأى نهر الكوثر فيها، ورأى في أصل سدرة المنتهى أنهارًا أربعة تفجر منها.
فقد أخرج البخاري عن أنس، عن النبي - ﷺ - قال: [بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قبابُ الدر المجوف، قلتُ: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، فإذا طينُه مِسْكٌ أذفَرُ] (٣). والأذفر هو الشديد الرائحة.
وفي مسند الإمام أحمد من حديث حذيفة وفيه: [حتى أتيت بيت المقدس، ففتحت لي أبواب السماء، ورأيت الجنة والنار] (٤).
وفي صحيح البخاري من حديث مالك بن صعصعة وفيه: [وَرُفِعت لي سِدْرَةُ المنتهى فإذا نَبِقُها كأنه قلال، وورقها كأنه آذان الفيول، في أصلها أربعة أنهار: نهران باطنان ونهران ظاهران، فسألت جبريل فقال: أما الباطنان ففي الجنة، وأما الظاهران النيل والفرات] (٥).
٨ - في المعراج: رأى رسول الله - ﷺ - عذاب الذين يغتابون الناس ويقعون في أعراضهم، وأبصر عذاب خطباء القول الذين لا يمتثلونه بالعمل.
(٢) حديث صحيح. انظر صحيح مسلم (١/ ١٠٩)، ومختصر صحيح مسلم - حديث (٨١) - ص (٢٨).
(٣) حديث صحيح. انظر صحيح البخاري (فتح الباري ٨/ ٧٣١).
(٤) حديث حسن. أخرجه أحمد (٥/ ٣٩٢ - ٣٩٤)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة - (٨٧٤).
(٥) حديث صحيح. أخرجه البخاري في صحيحه - (انظر: فتح الباري ٧/ ٢٠١ - ٢٠٢).