آية النهار، فمحونا آية الليل: السواد الذي في القمر). وقال مجاهد: (ظلمة الليل، وسدفة النهار).
فإن الله سبحانه يمتنّ في هذه الآية على عباده بتلك الآيات العظام، من تعاقب الليل والنهار، وظلمة الليل وضوء النهار، يسكنون في الليل وينتشرون للمعايش والأعمال والأسفار في النهار، وليعلموا عددَ الأيام والجمع والشهور والأعوام، وما يرافق ذلك من تحديد آجال الديون والعبادات والمعاملات والإجارات، وقد فصل الله تعالى لعباده كل ما يحتاجون معرفته مما تقوم به حياتهم وعبادتهم وسعادتهم في الدارين.
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (٧١) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (٧٢) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [القصص: ٧١ - ٧٣].
٢ - وقال تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (٦١) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾ [الفرقان: ٦١، ٦٢].
٣ - وقال تعالى: ﴿يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ﴾ [الزمر: ٥].
وفي صحيح السنة المطهرة من آفاق مفهوم الآية أحاديث، منها:
الحديث الأول: روى مسلم في صحيحه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي - ﷺ - قال: [إنَّ الله تعالى يبسُطُ يده بالليل ليتوب مسيءُ النهار، ويَبْسُطُ يدَه بالنهار ليتوب مسيءُ الليل، حتى تطلعَ الشمس من مغربها] (١).
الحديث الثاني: روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - ﷺ -: [من تابَ قبلَ أن تطلعَ الشمس من مغربها تاب الله عليه] (٢).

(١) حديث صحيح. رواه مسلم في صحيحه - حديث رقم - (٢٧٥٩) - كتاب التوبة - باب قبول التوبة من الذنوب، وإن تكررت الذنوب والتوبة.
(٢) حديث صحيح. رواه مسلم في صحيحه - حديث رقم - (٢٧٠٣) - كتاب الذكر والدعاء - باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه، من حديث أبي هريرة.


الصفحة التالية
Icon