وفي سنن أبي داود بسند صحيح عن أبي هريرة، عن النبي - ﷺ - قال: [صلاة الضحى صلاة الأوابين] (١).
٢٦ - ٢٨. قوله تعالى: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (٢٦) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (٢٧) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا (٢٨)﴾.
في هذه الآيات: أمْرُ الله تعالى بإعطاء ذي القرابة والمسكين وابن السبيل حقّه من البذل والإحسان، والابتعاد عن التبذير فإنه منهج الشيطان. واختيار الردّ بالحسنى والوعد الطيب لأهل المسألة حالة العجز ورجائك عطاء المنان.
فعن ابن عباس: (قوله: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ﴾ قال: هو أن تصل ذا القرابة والمسكين وتحسن إلى ابن السبيل).
والآية عطف على سابقتها، فبدأ سبحانه وصيته ببر الوالدين، ثم عطف بذكر الأرحام والوصية بالأقربين، وكذلك المسافر المنقطع والمسكين.
وفي التنزيل: ﴿فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الروم: ٣٨].
وأما السنة المطهرة فقد تواترت فيها النصوص في ذلك:
الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم عن أنس بن مالك: أن رسول الله - ﷺ - قال: [مَنْ أَحَبَّ أن يُبْسَطَ له في رزقِه، وَيُنْسَأَ له في أثرِهِ، فليصل رحمه] (٢).
الحديث الثاني: أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة، عن النبي - ﷺ - قال: [إنّ الله خَلَقَ الخَلْقَ حتى إذا فرغ من خَلْقِهِ، قالت الرَّحم: هذا مقامُ العائذِ بِكَ من القطيعة؟ قال: نَعَمْ، أما تَرْضَينَ أن أصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وأقْطَعَ من قَطَعَكِ؟ قالت: بلى
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٥٩٨٦)، ومسلم (٢٥٥٧)، وأحمد (٣/ ٢٢٩)، وابن حبان (٤٣٨)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.