فقوله: ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا﴾. أي: وأرسلنا كذلك إلى قوم عاد أخاهم هودًا.
قال القرطبي: (وقيل له أخوهم لأنه منهم، وكانت القبيلة تجمعهم).
وقوله: ﴿قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾. أي: أفردوا الله تعالى بالدعاء والتعظيم ولا تصرفوا العبادة لغيره، فهو الله الواحد الأحد المستحق للعبادة.
وقوله: ﴿إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ﴾. قال ابن جرير: (يقول ما أنتم، في إشراككم معه الآلهة والأوثان، إلا أهل فرية مكذبون، تختلقون الباطل، لأنه لا إله سواه).
وقوله تعالى: ﴿يَاقَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾.
قال ابن كثير: (أخبرهم أنه لا يريد منهم أجرة على هذا النصح والبلاغ من الله، إنما يبغي ثوابه من الله الذي فطره ﴿أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ من يدعوكم إلى ما يُصْلِحُكم في الدنيا والآخرة من غير أجرة).
وقوله تعالى: ﴿وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾.
بيان لما أرشدهم به هود - ﷺ - من الإنابة والاستغفار والتوبة إلى الله وما يعقب ذلك من إرسال الله تعالى السماء بالمطر والخير، وزيادة الشوكة والقوة والمال، وتوضيح لمغبة الإعراض عن دين الله وعن اتباع رسوله. قال مجاهد: ﴿وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ﴾، قال: شدة إلى شدتكم).
قال النسفي: (إنما قصد استمالتهم إلى الإيمان بكثرة المطر وزيادة القوة لأنهم كانوا أصحاب زروع وبساتين فكانوا أحوج شيء إلى الماء، وكانوا مدلين بما أوتوا من شدة البطش والقوة، وقيل أراد بالقوة المال. ثم قال: ﴿وَلَا تَتَوَلَّوْا﴾ ولا تعرضوا عني وعما أدعو إليه ﴿مُجْرِمِينَ﴾ مصرين على إجرامكم وآثامكم).
وفي التنزيل - قول نوح - ﷺ -: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (١١) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ [نوح: ١٠ - ١٢].
وعن ابن عباس: (قوله: ﴿مِدْرَارًا﴾، يقول: يتبع بعضها بعضًا).
وعن ابن زيد: (﴿يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا﴾، قال: يدر ذلك عليهم قطرًا ومطرًا).